فن

“جفرا”.. فيلم وثائقي يعيد الاعتبار للإنسان ويمزج بين الوثيقة والدراما

 

جاء مشروع “جفرا” ليعيد الاعتبار للإنسان، ويمنح صوتًا نقيًّا للطفولة التي طُمرت تحت أنقاض الحروب والنسيان. هو ليس مجرد فيلم وثائقي، بل شهادة بصرية حية على صمود الأطفال الفلسطينيين، حملها مجموعة من طلاب السنة النهائية بكلية الإعلام، بجهود ذاتية وإيمان عميق بالقضية، يتقدمهم المخرج الشاب أحمد أيمن، الذي قدم رؤية إخراجية احترافية تشبه الكبار، وحظي بإشادة واسعة من أساتذة الإعلام وأكاديميي الدراما التوثيقية.

 

 

 

لكن “جفرا” لم يكن فقط إخراجًا بصريًا متميزًا، بل جاء محمولًا على سيناريو إنساني صادق، كتبته الطالبة هايدي خالد، التي استطاعت أن تمزج الحكاية بحسّ درامي رقيق، يلتقط التفاصيل الصغيرة في الألم والأمل، ويمنحها صوتًا شعريًّا مؤثرًا، ليصبح الفيلم ليس فقط شهادة على المأساة، بل محاولة حقيقية لفهم الطفولة في زمن القصف.

 

 

 

ويُحسب لهذا العمل أنه لم يُبنَ على خطابة شعاراتية، بل على دراية نفسية وإنسانية حقيقية، ساعد فيها الدعم المهني من الدكتور أحمد محمد سامي وزوجته غادة العبسي، أخصائي أول الدعم النفسي لأطفال غزة، حيث وجّه المخرج الشكر لهما مؤكدًا:

 

“وجودهم في المشروع كان طوق نجاة لفهم أبعاد القضية، ولولا دعمهم ما خرج جفرا بهذا العمق والصدق.”

 

 

إشادة أكاديمية بمستوى “جفرا”

 

نال الفيلم إشادة خاصة من أعضاء هيئة التدريس بكلية الإعلام، الذين وصفوه بأنه يتجاوز فكرة مشروع التخرج ليصل إلى مرتبة الوثيقة الإنسانية، لما يحمله من نضج إخراجي ورؤية فنية صادقة، ومقاربة نفسية شجاعة، تؤكد أن الجيل الجديد قادر على إنتاج أعمال تمتلك قيمة ووزنًا.

 

 

فريق عمل آمن بالقضية فصنع الفرق

 

خلف الفيلم يقف فريق عمل طلابي موهوب، جمع بين الحرفية والإيمان، حيث تكاملت الأدوار ليخرج “جفرا” بهذه الصورة المؤثرة:

 

إخراج وفكرة: أحمد أيمن، السيناريو وكتابة السكريبت: هايدي خالد ، الإعداد: هايدي خالد، شهد محمد، فرح أبو عطية، التصوير: خالد عاطف، المونتاج: يوسف صبري

مساعد مخرج: فرح أبو عطية، الجرافيك: شهد محمد

الإنتاج: فرح أبو عطية، إشراف خاص: د. هدى الشاذلي، أ.م مرام رجب ، إشراف عام: أ.د إيناس أبو يوسف، أ.د ماجدة باجنير، وأكّد المشرفون أن “جفرا” نموذج ناضج لما يمكن أن يُقدمه طلبة الإعلام حين يُمنحون الثقة والحرية في الإبداع.

 

رسالة الفيلم

 

“جفرا” لا يوثق الحرب فقط، بل يتأمل في تبعاتها النفسية على الأطفال، ويطرح تساؤلات عميقة من خلال ثلاث قصص حقيقية لأطفال فلسطينيين، هربوا من الموت في غزة، وجاؤوا إلى مصر حاملين ذاكرة من رماد، وقلبًا مملوءًا بالحياة، اختاروا أن يواجهوا الألم بالفن: فتاة ترقص، وأخرى ترسم، وصبي يحلم بكرة القدم.

 

 

لماذا “جفرا”؟

 

الاسم ليس محض صدفة، بل إشارة رمزية عميقة، فـ”جفرا” في الذاكرة الفلسطينية ليست فقط فتاة، بل تمثل الوطن، الأرض، الثورة، الحنين، والصمود. ومن هنا كان الاسم الأنسب لفيلم يحكي عن أطفال رفضوا أن تُدفن طفولتهم تحت ركام السياسة، وصنعوا من مواهبهم وسيلة للنجاة.

“جفرا” هو وعد فني جديد بأن الحكايات الكبيرة يمكن أن تُروى بعيون صغيرة… وأن الصدق حين يُصوَّر، يُحدث أثرًا لا يُنسى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى