فن

فنان من زمن العظماء : منذر رياحنه يحي التاريخ بأداء مدهش في حلقة “سقوط بغداد” من سيوف العرب 

 

في زمن كثرت فيه الأعمال الدرامية وتنوعت، تبقى الأعمال التاريخية هي الأصعب إنتاجًا والأكثر تطلبًا، لأنها لا تنقل فقط قصة، بل تعيد إحياء ذاكرة أمّة، و في حلقة سقوط بغداد من مسلسل “سيوف العرب”، نجح الفنان الأردني منذر رياحنة في تقديم أداء درامي رفيع المستوى.

 

 

 

حيث جسد من خلاله شخصية تاريخية محورية، في حلقة وثّقت بألم وسحر فني مشهد سقوط بغداد وتعرض المكتبات للتدمير والنهب ، وجاء أداء الرياحنة مشبعًا بالمشاعر المتضاربة؛ فحين تكلّم، تكلم باسم أمة، وحين صرخ، كانت صرخته بحجم حضارة تُنتزع من جذورها. أظهر قدرات تمثيلية عالية تجلت في تعابير وجهه، نبرة صوته، وحضوره الآسر أمام الكاميرا. ولم يكن التمثيل وحده هو ما لفت الأنظار، بل قدرة الرياحنه على الانصهار الكامل في الشخصية التاريخية التي أداها ” صاحب المكتبه ” ، حتى بدت وكأنها نُزعت من كتب التاريخ لتعيش أمامنا من جديد.

 

 

 

تميزت الحلقة الخاصة بسقوط بغداد، بإخراج متقن، وسيناريو محكم، لكن الأداء الذي قدمه منذر رياحنة اضفى عليها عمقًا إنسانيًا وعاطفيًا غير مسبوق، حيث نقل المشاهد من موقع المتفرّج إلى موقع الشاهد الحي على واحدة من أقسى المآسي في التاريخ العربي.

 

هذه الحلقة لم تكن مجرد عرض درامي، بل كانت درسًا في التاريخ، وعرضًا مصوّرًا قدّم فيه الرياحنه مشاعر الحزن، والخذلان، والانهيار، بلغة فنية بليغة، يصعب نسيانها.

 

في زمن نحتاج فيه إلى أعمال تعيد ربطنا بجذورنا، أثبت الرياحنة بشخصية صاحب المكتبة أن الفن لا يزال قادرًا على أن يكون جسرًا بين الماضي والحاضر، وأداة فاعلة في صون الذاكرة التاريخية .

 

يذكر ان سيوف العرب هو للمخرج سامر جبر و من إنتاج المؤسسة القطرية للاعلام و يضم نخبه كبيره من نجوم الوطن العربي :سلوم حداد و جمال سليمان و باسم ياخور ونخبه من نجوم الوطن العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى